كيف تصنع المرأة سردها الخاص بعيدًا عن الإعلام؟
تصنع المرأة سردها في زمن الصورة والهيمنة الإعلامية في عالم يفيض بالصور والرسائل الإعلامية المتدفقة، تواجه المرأة تحديا وجوديا في كيفية التعبير عن ذاتها بصدق، لم يعد الإعلام مجرد ناقل للخبر بل أصبح صانعا للمعنى ومحددا لقيمة الأفراد في المجتمع، وهنا تبرز أهمية أن تصنع المرأة سردها بنفسها لا أن تختزل في الصور النمطية التي يروّجها الإعلام، إن المرأة المعاصرة أمامها فرصة فريدة لتعيد كتابة حكايتها بوعي وتمكين لتصبح هي مصدر روايتها لا موضوعها في موقع المرأة، نؤمن أن الخطوة الأولى نحو تمكين حقيقي تبدأ عندما تملك المرأة صوتها وتقرر كيف تروى قصتها للعالم بعيدا عن التشكيلات الإعلامية الجاهزة.
تصنع المرأة سردها عندما تعيد تعريف ذاتها
| تصنع المرأة سردها عندما تعيد تعريف ذاتها |
لكي تصنع المرأة سردها، عليها أولا أن تعيد النظر في مفهوم الذات الأنثوية الذي رسم على مدى عقود من خلال عدسات ذكورية أو تسويقية، إن السرد الذاتي ليس ترفا فكريا، بل هو عملية وعي واستقلال فكري فيها تسترجع المرأة الحق في أن تعرّف نفسها بنفسها، في الإعلام التقليدي لطالما ركز على مظهر المرأة وجمالها الخارجي، بينما تجاهل تجاربها المعرفية والعاطفية والإنسانية العميقة، اليوم بفضل التحول الرقمي ومنصات التعبير الذاتية، تصنع المرأة سردها بأن تكتب وتصور وتشارك العالم وجهة نظرها الأصلية، وفي موقع المرأة نوفر منصة حرة للنساء ليقدموا تجاربهن بلغة الحياة لا بلغة الإعلانات، فيتحول السرد إلى مساحة للنضج والنقاش والتأثير الإيجابي.
الإعلام وصناعة الصورة النمطية للمرأة
منذ نشأة وسائل الإعلام الحديثة تمحورت صورة المرأة حول أدوار محدودة الجمال و الأمومة و الرقة أو الإغراء، هذه الصورة المكررة جعلت المرأة ترى من الخارج لا من داخلها، الإعلام التجاري على وجه الخصوص ساهم في توجيه نظرة المجتمع نحو المرأة كمنتج استهلاكي لا كفاعل فكري أو قيادي، ولذلك فإن محاولة أن تصنع المرأة سردها بعيدة عن الإعلام التقليدي هي فعل مقاومة ناعم لكنه مؤثر، فبدلا من أن تكون جزءًا من الحملة، تصبح هي القصة، ويأتي موقع المرأة ليكسر هذا النمط، فيقدم محتوى يسلط الضوء على قصص النساء الحقيقيات من الطبيبة إلى الكاتبة ومن رائدة الأعمال إلى الأم المكافحة ليعيد تشكيل صورة المرأة على أسس واقعية وإنسانية.
قوة السرد الذاتي في تمكين المرأة
| قوة السرد الذاتي في تمكين المرأة |
عندما تصنع المرأة سردها، فإنها لا تعبر فقط عن نفسها بل تفتح الباب أمام نساء أخريات ليجدن صوتهن، فالسرد الشخصي يمتلك قوة مضاعفة إنه يبني هوية جماعية قائمة على التجربة المشتركة لا على الصورة النمطية، تظهر الدراسات الحديثة أن النساء اللواتي يثقن تجاربهن ويشاركها، يتمتعن بمستوى أعلى من الثقة والوعي الاجتماعي، إذ يتحول السرد إلى أداة شفائية تساعد المرأة على معالجة صراعاتها الداخلية والتعبير عن مواقفها دون خوف أو تردد، وفي هذا الإطار يعمل موقع المرأة على تشجيع النساء العربيات على مشاركة قصصهم من خلال مقالات ومقابلات وأفلام قصيرة تظهر التنوع الحقيقي في تجارب النساء بعيدًا عن القوالب الإعلامية الضيقة.
أدوات حديثة لتصنع المرأة سردها في العصر الرقمي
لقد أصبح الفضاء الرقمي اليوم مساحة رحبة للتعبير ونافذة تتيح لكل امرأة أن تكون صوتا مستقلا من خلال المدونات والبودكاست ومنصات الفيديو ومواقع التواصل الاجتماعي تستطيع المرأة أن تصنع سردها بحرية تامة، لكن الحرية تحتاج إلى وعي وإلى تمييز بين السرد الواعي والسرد الاستهلاكي، فليس كل محتوى ذاتي تمكينا، بل أحيانا يعيد إنتاج النمطية بطريقة جديدة، لذا من الضروري أن تمتلك المرأة أدوات التفكير النقدي وأن تتعلم كيف تصوغ خطابها برؤية تستند إلى القيم والوعي لا إلى الترند، موقع المرأة يقدم برامج وورش رقمية لدعم النساء في صناعة محتوى أصيل يعكس قضاياهن وطموحاتهم، ويساعدهم على بناء هوية رقمية مؤثرة ومتوازنة.
قصص ملهمة لنساء صنعن سردها بنجاح
التاريخ المعاصر مليء بنماذج نساء قررن أن يصنعن سردها بأيديهن.
- الكاتبة المصرية نوال السعداوي التي كتبت تجربتها كامرأة تواجه المجتمع والتقاليد دون خوف(مع بعض التحفظات على بعض آراءها).
- الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي التي حوّلت قصة نجاتها من العنف إلى نداء عالمي للتعليم والمساواة.
- المصممة الإماراتية ريم الكمالي التي تمزج بين التراث والحداثة في أعمالها لتروي قصة المرأة الخليجية من منظور مختلف.
كل هؤلاء لم ينتظرن أن يروي الإعلام قصتهن بل كتبتها بأنفسهن، وفي موقع المرأة نؤمن أن كل امرأة تمتلك قصة تستحق أن تروى، مهما بدت بسيطة لأن السرد الحقيقي ينبع من الصدق لا من الشهرة.
كيف تتحدى المرأة التهميش الإعلامي وتبني روايتها؟
لكي تصنع المرأة سردها بعيدا عن الإعلام عليها أن تمتلك أدوات الوعي وأن تعرف آليات صناعة الخطاب.
- التحليل النقدي يجب على المرأة أن تتعلم كيف تفكك الرسائل الإعلامية التي تتلقاها لتدرك ما وراء الصورة.
- التوثيق الذاتي تسجيل التجارب والمشاعر والأفكار من خلال الكتابة أو الصوت أو الفيديو.
- التفاعل الجماعي الانخراط في منصات تدعم التبادل الحر للأفكار النسائية.
- بناء محتوى بديل تقديم رؤية مغايرة عن المرأة في المجتمع تركز على الإبداع والقيادة والعقل.
يعمل موقع المرأة على دعم هذه الخطوات من خلال محتوى توعوي وتدريبي.
العلاقة بين السرد والهوية النسوية
| العلاقة بين السرد والهوية النسوية |
إن السرد ليس مجرد قصة بل هو بناء الهوية عندما تصنع المرأة سردها فهي تعيد ترتيب ملامح ذاتها وتعلن عن وجودها الاجتماعي والثقافي والفكري، المرأة التي تسرد ذاتها تقول ضمنا أنا موجودة، أنا أفكر، أنا أقرر، وهذا الفعل البسيط يتحول إلى موقف سياسي وثقافي يعيد توزيع القوة الرمزية بين الجنسين،
فإن موقع المرأة لا يكتفي بتقديم المقالات أو الأخبار، بل يسعى لتقديم فضاء سردي يعكس أصوات النساء من مختلف الطبقات والبلدان والخلفيات، ليصبح المنبر الذي تنطلق منه الحكايات الحرة بلا وصاية.
السرد كأداة للتغيير الاجتماعي
حين تصنع المرأة سردها فإنها لا تغير صورتها فقط، بل تساهم في تغيير المجتمع، في القصة الصادقة قادرة على تحريك الوعي الجمعي أكثر من الخطابات النظرية، إن سرد النساء تجاربهن في العمل أو في التعليم وفي الحياة اليومية يصنع أرشيفًا حيًا لواقع المرأة، ويخلق وعيًا جديدًا حول احتياجاتها وحقوقها، ولذلك يدعم موقع المرأة مبادرات إعلامية تشجع النساء على إنتاج أفلام وثائقية ومقالات رأي و برودكاستات نسائية لإعادة رسم المشهد الثقافي من منظور أنثوي عادل وشامل.
حين تصنع المرأة سردها تصنع عالمها
في نهاية القول، يمكن القول إن الوعي الذاتي هو اللبنة الأولى في رحلة التمكين، فعندما تصنع المرأة سردها، فإنها تخلق وجودا جديدا يتجاوز التمثيل السطحي الذي فرضه الإعلام، إنها لا تكتب فقط قصتها الشخصية بل تكتب قصة الإنسانية من منظور أنثوي أصيل، وهكذا يصبح السرد فعل حرية ومسار وعي وجسرا بين الذات والعالم، في موقع المرأة نؤمن بأن كل امرأة قادرة على أن تكون كاتبة قصتها، وبأن العالم بحاجة إلى تلك القصص لتكتمل صورته، في السرد ليس مجرد حكاية تروى بل هو ميلاد جديد للوعي وبداية لعصر تعيد فيه المرأة تعريف معنى الوجود الإنساني بذاتها وصوتها وصدقها.
موقع عالم المرأة وجهتك المثالية للإلهام والمعرفة.