المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة

 من هي المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة في تاريخ الأمم والحضارات؟ حيث كان التعليم دائمًا هو المفتاح السري للنهوض والتحرر لكن بالنسبة للمرأة اكتسب هذا المفتاح معنى أعمق وأكثر جوهرية وفي مواجهة الإقصاء والتهميش ومحاولات تقييد دورها لم تكن الرغبة في التعلم مجرد طلب للحصول على معلومة بل كانت تصريحًا بالوجود وإعلانًا للندية وتلك المرأة التي جعلت التعليم عامل مهم وفعل مقاومة هي تلك التي أدركت أن كسر قيود الجهل هو أول خطوة نحو كسر القيود الإجتماعية والسياسية، وقد حولت المرأة في المنطقة العربية والعالم التعليم إلى سلاح فكري، محققة انتصارات صامتة ومؤثرة في آن واحد.

المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة

إن المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة ليست بالضرورة شخصية تاريخية واحدة محددة بل هي نموذج رمزي يجسد كل امرأة في التاريخ خاصة في المنطقة العربية التي واجهت قيود اجتماعية أو سياسية سعت لحرمانها من حقها في المعرفة وهي الفتاة التي ثابرت على الدراسة في السر والعلن في بيئات لا تقدر دورها وهي الأم التي أصرت على تعليم بناتها رغم التحديات الاقتصادية وهي الرائدة التي اقتحمت مجالات علمية صعبة مثل سميرة موسى أو قامت بتجديد الخطاب الفكري مثل عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ وتمثل هذه المرأة كل من أدركت أن التعليم هو الأداة الأكثر فعالية لتحقيق الاستقلال الفكري وتغيير الأوضاع الاجتماعية نحو الأفضل ليصبح بذلك كل قلم أو كتاب تقتنيه عملا نضاليا يهدف إلى التحرر من الجهل والتهميش.

التعليم خط الدفاع الأول 

لقد كان النضال من أجل حق المرأة في التعليم رحلة طويلة وشاقة، ليس فقط ضد قيود المجتمع التقليدي، ولكن أحياناً ضد سياسات رسمية سعت لتكريس دورها ضمن قوالب محدودة، والمرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة هي التي رفضت أن يكون دورها محصور في المنزل بل رأت في المدرسة والجامعة ساحة لمقاومة التصورات النمطية وأدركت أن التهميش يبدأ بحرمانها من الأدوات المعرفية التي تمكنها من فهم العالم والتأثير فيه والتعليم بالنسبة لهذه الرائدات لم يكن امتياز بل حق أساسي وضرورة وجودية لضمان استقلالها الفكري والاقتصادي لان عندما تتلقى المرأة التعليم فإنها لا تنقذ نفسها فقط بل تفتح أبواب المستقبل لأطفالها وللمجتمع بأكمله ليصبح التعليم خط دفاع أول يمنع انهيار الأسرة والمجتمع أمام تحديات الجهل والفقر.

كسر القيود بالطباشير والكتاب

في العديد من المراحل التاريخية كانت عملية حصول المرأة على الكتاب أو الجلوس في قاعة الدرس عمل بطولي بحد ذاته ولقد كان الطباشير في يدها أقوى من أي سلاح تقليدي لأنه يمتلك القدرة على تغيير العقول والقلوب والمرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة استخدمت هذا السلاح حتى تفكك المفاهيم الخاطئة التي رسخت دونيتها وساهمت في بناء مجتمع يقوم على المساواة والكفاءة بدلا من النوع الإجتماعي وكان النضال هنا نضالًا فكريًا بامتياز فكل معلومة جديدة تتعلمها وكل شهادة علمية تحصل عليها كانت تمثل هزيمة القوى التي سعت لإبقائها في الظل وأثمر هذا النضال جيل من المعلمات و المثقفات اللاتي قمن بدورهن بتعليم أجيال أخرى مضاعفات بذلك قوة تأثير التعليم كأداة للتحرر الاجتماعي.

حكاية صمود وتحدي التهميش بقوة القراءة

تجسد المرأة التي حولت التعليم إلى فعل مقاومة قصة صمود في وجه ظروف قاسية سواء كانت ظروف اجتماعية صعبة أو تحديات اقتصادية منعتها من الوصول للموارد التعليمية وهي تلك التي ثابرت على القراءة والدراسة حتى في أصعب الظروف مدركة أن المعرفة هي القوة الوحيدة التي لا يمكن لأحد أن ينتزعها منها وهذا التحدي لم يكن موجها للأفراد فحسب بل كان تحدي للمنظومات التي تكرس التهميش بناء على النوع وبمجرد أن تحصل على أدوات القراءة والكتابة والتحليل تصبح قادرة على التعبير عن ذاتها وعن قضايا مجتمعها بوضوح وقوة لتنتقل من خانة المتلقي السلبي إلى خانة الفاعل المؤثر وتلك المرأة قدمت للعالم نموذج حي على أن الإرادة أقوى من القيود المفروضة.

من مقعد الدراسة إلى ساحة الصمود

لقد شهد العالم العربي أمثلة عظيمة للنساء اللواتي حولن التعليم إلى منصات قوية للمقاومة والتغيير وتظهر المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة في شخصياتهن مثل سميرة موسى ورهام نزار حمودة المعلمة السورية التي اعتبرت التعليم مقاومة ضد الظلام وصوفيا جيكس بليك التي تحدت رفض الجامعات لتعليم المرأة.

شخصيات أثرت بدور المرأة في التعليم

لأن التعليم أساس القلوب والمجتمعات ظهر الكثير من النماذج النسائية التي حققت مقولة أن المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة، وتبرز مدونة المرأة أهم وأشهر هذه الشخصيات على النحو التالي:

سميرة موسى

تعد الدكتورة سميرة موسى أول عالمة ذرة مصرية مثال مهم وساطع لم تقتصر مقاومتها على التحديات الاجتماعية لقبول المرأة في مجال العلوم الصعبة بل امتدت لتشمل نضال علمي عالمي وكانت رؤيتها تأمين مستقبل الطاقة للعالم عبر تسخير الطاقة النووية للأغراض السلمية وهو ما يمثل مقاومة فكرية وعلمية ضد احتكار المعرفة ولقد جعلت سميرة موسى من تعليمها العالي سلاح لخدمة الإنسانية ودعم قضايا التنمية في بلدها وبالطبع تعتبر سميرة موسى نموذج المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة.

عائشة عبد الرحمن

الأستاذة الدكتورة عائشة عبد الرحمن، المعروفة باسم بنت الشاطئ استخدمت القلم والمعرفة الإسلامية كأداة قوية وقد قاومت القراءات الجامدة للتراث وقدمت تفسيرات تجديدية مستنيرة خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة في الإسلام وكانت مساهمتها النقدية والدراسات الأدبية بمثابة مقاومة للهيمنة الفكرية والثقافية التقليدية حيث أثبتت أن العلم والبحث هما الطريق الوحيد لتجديد الخطاب وتصحيح المفاهيم وتعد عائشة عبدالرحمن المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة.

حكمت أبو زيد

تعتبر الدكتورة حكمت أبو زيد أول وزيرة للشؤون الاجتماعية في مصر نموذج للمرأة التي استخدمت خلفيتها الأكاديمية والتربوية للوصول إلى مراكز صنع القرار ولقد استخدمت علمها في مجال الخدمة الاجتماعية لتنفيذ سياسات تهدف إلى مساندة الفئات الأكثر ضعفا وتحقيق العدالة الاجتماعية كما يعد وصولها إلى منصب وزاري بفضل كفاءتها التعليمية كان بحد ذاته مقاومة للتقاليد التي كانت تحصر المناصب السيادية على الرجال والمرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة مثلتها حكمت أبو زيد ولقد أدركت أن كل فصل تفتحه وكل كتاب تقرأه هو خطوة نحو السيادة والحرية.

كيف أضاءت المعرفة طريق الأجيال؟

إن الأثر الذي تركته المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة لم يتوقف عند حدود حياتها الخاصة بل تحولت قصص صمودهن وإنجازاتهن إلى منارات تضيء طريق الأجيال القادمة من الفتيات وأثبتت هذه النماذج أن العلم ليس حكر على أحد وأن المرأة قادرة على التفوق والإبداع في أي مجال، سواء كان الهندسة النووية، أو الأدب النقدي، أو العمل السياسي والاجتماعي عندما تشارك المرأة في التعليم فإنها تكسر حلقة الجهل التي يمكن أن تنتقل عبر الأجيال كما إنها تضمن أن أطفالها بنين وبنات سوف يقدرون قيمة المعرفة وبالتالي تساهم في بناء مجتمع أكثر استنارة وتقدما. 


إن قصة المرأة التي جعلت التعليم فعل مقاومة ليست مجرد سرد تاريخي بل هي استراتيجية مستمرة للتحرر ولقد أثبتت التجارب أن الاستثمار في تعليم المرأة هو الاستثمار الأكثر فاعلية في بناء مجتمعات قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية والمعرفة بالنسبة للمرأة هي درعها وسلاحها وهي المفتاح لفتح أبواب التأثير والمشاركة الكاملة في تنمية الأوطان.


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق