المرأة في الشركات الناشئة: من فكرة إلى تأثير

تثبت المرأة في الشركات الناشئة حضورها المتصاعد، حيث أنها تساهم بشكل فعال في تحويل الأفكار إلى مشاريع مؤثرة تقود الابتكار والتنمية، وبسبب رؤيتها المتجددة وقدرتها على استشراف احتياجات السوق، أصبحت رائدات الأعمال قوة محركة للتغيير الاقتصادي والاجتماعي، حيث لا يقومون بإطلاق مبادرات مبتكرة فقط، بل يقوموا ببناء بيئات عمل شاملة تدعم الإبداع وتمكين المواهب.

مع تزايد الدعم العالمي لريادة الأعمال النسائية، سوف تتوسع فرص المرأة لحدوث تأثير ملموس يترك بصمة واضحة على مستقبل الأعمال ويعزز التنوع في المنظومة الريادية.

أهمية المرأة في الشركات الناشئة

عالم ريادة الأعمال يشهد تحول ملحوظ بسبب حضور المرأة في الشركات الناشئة بشكل زائد، حيث إن مساهمتها لا تعتبر مجرد دعم جانبي فقط، بل أصبحت لاعب أساسي في صياغة مستقبل الابتكار، وتبدأ رحلة رائدة الأعمال في الغالب من فكرة بسيطة تولد من حاجة في السوق أو رغبة في إحداث تغيير اجتماعي أو اقتصادي، وبعد ذلك تتحول هذه الفكرة بسبب الإصرار والقدرة على التعلم السريع إلى مشروع ناشئ قادر على المنافسة.

كما تتميز القيادات النسائية بقدرة كبيرة على الدمج بين التفكير الإبداعي والإدارة الحكيمة للموارد، وذلك ما يعزز استدامة المشاريع على المدى الطويل، إضافة إلى أن المرأة تساعد على بناء بيئات عمل أكثر شمول ومرونة تشجع التعاون وتحتضن التنوع، وذلك ما ينعكس بشكل إيجابي على جودة الابتكار داخل الشركات.

مع توسع البرامج الداعمة لريادة الأعمال النسائية، يزيد تأثير المرأة في المشهد الاقتصادي لكي تكون قوة حقيقية تعيد تشكيل مفاهيم النجاح، وتساهم في فتح المجال لأفكار جديدة تترك بصمتها على المجتمع والاقتصاد العالمي.

لماذا تعد الشركات الناشئة المملوكة للنساء خيار أفضل؟

يوجد مجموعة من العوامل التي تجعل المرأة في الشركات الناشئة خيار متميز، ولكنها في الغالب تقدم قيمة متنوعة وملموسة داخل بيئات الأعمال الحديثة، وتتمثل الأسباب في ما يلي:

تنوع في التفكير والقيادة

تواجد نساء بمواقع القيادة يساهم في إضافة زوايا جديدة للتفكير وحلول أقل تقليدية للمشكلات، حيث إن التنوع الجندري أثبت أنه يساعد على تعزيز الابتكار والتقليل من التحيز في اتخاذ القرارات، وذلك ما يجعل الشركات تمتلك القدرة على التعامل مع تحديات السوق بفعالية.

تركيز أكبر على الاستدامة والعلاقات طويلة المدى

الكثير من الدراسات السلوكية توضح أن المرأة في الشركات الناشئة في الغالب يمنحون وزن أكبر لعوامل منها الاستدامة والأثر الاجتماعي والعلاقات الدائمة مع العملاء والشركاء، ذلك التوجه يساعد الشركات على بناء سمعة قوية واستراتيجية نمو أكثر توازن ومستدامة.

إدارة مالية أكثر حذر وكفاءة

تميل العديد من الشركات التي تقوم بقيادتها نساء إلى اتباع سياسات مالية منهجية وأكثر دقة، وذلك لا يعني تجنب المخاطرة بشكل تام، بل يتم اختيار المخاطر المحسوبة وتوظيف الموارد بذكاء، وذلك ما يساهم في استمرارية المشروع على المدى الطويل.

فهم أوسع لاحتياجات شريحة ضخمة من السوق

تمثل النساء قوة شرائية ضخمة بشكل عالمي، ووجود قائدات في الشركات يعطيها رؤية مباشرة لكل احتياجات هذه الشريحة، وذلك ما يكون سبب في الحصول على منتجات وخدمات أقرب إلى الواقع وتتناسب مع جمهور متنوع.

ثقافة عمل أكثر شمول ودعم

تميل رائدات الأعمال إلى بناء بيئات عمل تشجع على التعاون والمرونة وصحة الموظفين النفسية، حيث أنها تعتبر من العوامل التي تتناسب مع القيم الحديثة لإدارة الموارد البشرية وتزيد من الولاء والإنتاجية.

المرأة في الشركات الناشئة الخاصة بها تساهم في إضافة قيمة حقيقية بسبب التنوع والرؤية الاستراتيجية المتوازنة، إضافة إلى الابتكار المرتبط بفهم مختلف للسوق، وبالرغم من أن التفوق لا يعتبر مضمون بحكم النوع، إلا أن وجود النساء بريادة الأعمال يثري النظام الاقتصادي ويخلق فرص أكثر استدامة ونمو.

مميزات المرأة في مجال الابتكار وريادة الأعمال

يوجد العديد من المزايا التي يتميز بها الرجال من مهارات وصفات لازمة بمجال ريادة الأعمال، ولكن المرأة أيضاً تتمتع بالعديد من المزايا في نفس المجال، حيث إن الكثير من الدراسات وضحت نقاط القوة عند المرأة ومزاياها بمجال الابتكار وريادة الأعمال كما يلي:

الذكاء العاطفي والاجتماعي

هناك دراسة تم إجرائها في سنة 2016 وضحت أن النساء قاموا بتسجيل درجات أعلى من الرجال في أغلب مجالات الذكاء العاطفي، حيث يعتبر النساء الأفضل في الخبرات والمهارات الشخصية التي تساهم في القيادة بشكل فعال في الشركات.

كما أنهم تفوقوا على الرجال في المجالات الأساسية التي منها التوجية والتدريب والتأثير، إضافة إلى فض الخلافات والقدرة الكبيرة على التكيف والعمل بروح فريق واحد والتوجه إلى الإنجاز، حيث إن النساء تتمكن من جلب ذكاء عاطفي رائع للشركات التي يقومون بقيادتها.

الذكاء العاطفي في القيادة يساهم في الاحتفاظ بالموظفين أطول مدة ممكنة، وبشكل عام يرغب الأشخاص في العمل مع المديرين الذين يتمكنون من إجادة التدريب وإدارة الصراع والتأثير بشكل إيجابي على الأشخاص.

القدرة على التكيف

الشركات الناشئة تخضع إلى التغيير مع نموها، فلذلك السبب يجب أن يكون أصحاب الأعمال قابلين إلى التكيف، ولحسن الحظ النساء يمتلكون تلك الصفة المميزة، حيث أنه في أحد الاستطلاعات سئلت 1400 امرأة عن الخبرات والمهارات التي تجعلهم ناجحين في العمل، وأول إجابة كانت القدرة الكبيرة على التكيف، حث أن النساء يعرفون أنه حتى تنجح الأعمال التجارية، يلزم التحلي بالمرونة في وقت التغيير. 

القدرة على المخاطرة

البدء في عمل تجاري يشكل مخاطرة كبيرة، ولكن النساء مستعدين إلى اتخاذ تلك الخطوة، حيث أنه بناءاً على بحث من مركز ريادة الأعمال في المملكة المتحدة تم توضيح أن نسبة 87٪ من رائدات الأعمال يتمكنون من تحمل المخاطر المالية، وذلك مقارنة بنسبة 73٪ من الرجال، كما تتمكن نسبة من النساء تصل إلى 80٪ من تصور الفرص عندما يرى الآخرين مخاطر، حيث أنه بالرغم من أن الرجال يتميزون بالسمعة الحسنة في أنهم مغامرين، إلا أن النساء في الحقيقة يمتلكون القدرة الكبيرة على المخاطرة.

إضافة إلى أنه يوجد الكثير من الصفات الأخرى التي تمتاز بها المرأة في مجال قيادة وريادة الأعمال، ولكن ما هو السبب وراء عدم رؤية العالم العربي لكل هذه المزايا وعدم تخصيص الجهود على جعل المرأة تتمكن من ريادة الأعمال لكي يتم الوصول إلى أعلى نسبة استفادة من هذه المميزات.

المرأة في الشركات الناشئة تعتبر عنصر محوري لما تتمتع به من مميزات، وهذا ما أكدته مدونة المرأة بتوضيح فكرة الجمع بين الابتكار والقيادة والمسؤولية الاجتماعية، وبسبب حضورها المتنامي ودعم البرامج الريادية، تواصل رائدات الأعمال إحداث تأثير ملموس يساهم في تعزيز التنوع ويقود إلى مستقبل أكثر شمول تصبح فيه الأفكار النسائية جزء أساسي من النمو الاقتصادي.

الأسئلة الشائعة

ما أبرز التحديات التي تواجه المرأة في الشركات الناشئة؟
التحديات تشتمل على صعوبة الحصول على التمويل وغياب شبكات الدعم، إضافة إلى التوفيق بين الأدوار المهنية والشخصية.

هل تحصل الشركات المملوكة للنساء على دعم كافٍ؟
يزداد الدعم بشكل تدريجي من خلال برامج حكومية وحاضنات أعمال، ولكنه ما زال أقل مقارنة بنظرائهم.

ما الذي يميز قيادة المرأة في الشركات الناشئة؟
تميل إلى الشمول والتواصل الفعال والإدارة الحكيمة للمخاطر، وذلك ما يعزز استدامة المشروع.