نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها

في عمق التجربة الإنسانية نجد دومًا نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها وهي أسئلة لا تتعلق بالواقع المادي فحسب بل تمتد لتشمل العواطف المعقدة لماذا نشعر بالغربة وسط الزحام؟ لماذا يظل البحث عن الكمال غاية لا تدرك؟ إن هؤلاء النساء يمثلن الضمير القلق للبشرية وحين تطرح المرأة سؤالًا عن سر التضحية اللامتناهية التي تقدمها أو عن حدود حريتها في عالم رسم لها حدودًا مسبقة فإنها لا تطلب جوابًا بنعم أو لا بل تطلب اعترافًا بوجود تلك المساحات الرمادية في الحياة.

إن الأسئلة التي تطلقها هؤلاء النساء تشبه النوافذ المفتوحة على المجهول فهي تستفز العقل وتجبر المحيطين بهن على التفكير خارج الصندوق كما تكمن القوة في هذه الأسئلة في كونها تكسر حاجز الصمت وتعيد صياغة الوعي الأنثوي والجمعي على حد سواء مما يجعل من هؤلاء النساء اللواتي يطرحن أسئلة لا إجابة لها منارة للفكر المستنير الذي لا يكتفي بما هو متاح.

كيف يرى المجتمع نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها؟



لطالما كان المجتمع يميل إلى الاستقرار والسكينة ولذلك فإن رؤيته تجاه نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها غالبًا ما تتصف بالإرتباك وقد يرى البعض في هذه الأسئلة نوعًا من الفلسفة الزائدة أو التمرد غير المبرر الذي يكرهه المجتمع كما أن المجتمع يفضل المرأة التي تتبع المسارات المرسومة التي لا تخرج عن المألوف وحين تظهر امرأة تتساءل عن لماذا وكيف في أمور تعد من البديهيات الاجتماعية فإنها قد تواجه بالتهميش أو السخرية أحيانًا ومع ذلك هناك زاوية أخرى يرى فيها المفكرون والمبدعون أن هؤلاء النساء هن المحرك الحقيقي للتغيير فالمجتمع الذي لا يطرح أسئلة هو مجتمع راكد ووجود النساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها يعني أن هناك حيوية فكرية تحاول اختراق جدران التقليد ربما يخشى المجتمع السؤال لأنه يهدد النظام القائم المستمر لكنه في النهاية يحترم تلك القوة الكامنة في عقل الأنثى التي تجرؤ على مساءلة الواقع المرير بكلمات رقيقة ولكنها حادة كالسكين.

متى تجد نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها الإجابة؟

الحقيقة المدهشة هي أن الإجابة قد لا تأتي أبدًا في شكل جملة مفيدة بل تأتي في شكل تجربة وتجد نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها غايتهن في الرحلة نفسها وليس في المحطة الأخيرة حيث تأتي الإجابة في لحظات الوعي الذاتي وفي نضج التجربة وفي القدرة على التعايش مع عدم اليقين وعندما تدرك المرأة أن السؤال هو في حد ذاته كينونة، وأن عدم وجود إجابة قطعية لا يعني الفشل بل يعني سعة الأفق هنا تبدأ الإجابة في الظهور وتجد هؤلاء النساء الإجابة عندما يتوقفن عن انتظارها من الآخرين ويبدأن في صياغتها من خلال واقع حياتهن وتكون الإجابة في الإبداع وفي الكتابة وفي التربية وفي القدرة على منح المعنى للأشياء البسيطة لذا، فإن النساء يبحثن عن الإجابة لا يجدون حلولًا في الكتب القديمة بل يجدونها في نبض الحياة اليومي وفي القدرة على مواجهة المجهول بابتسامة الواثق.

كيف تبحث نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها عن الإجابة؟

البحث هو عملية شاقة ومقدسة في آن واحد وتبحث نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها عن الحقيقة عبر القراءة النهمة والتأمل العميق والحوار الفكري الراقي إنهن لا يكتفين بالظواهر بل يحللن الدوافع النفسية والاجتماعية خلف كل تصرف وقد يأخذ البحث هنا شكل الفن فنجد الشاعرة والرسامة تفرغ تساؤلاتها في لوحة أو قصيدة باحثة عن صدى لصوتها في أرواح الآخرين.

كما تبحث هؤلاء النساء عن الإجابة في التضامن الأنثوي حيث تشارك كل واحدة منهن تساؤلاتها مع مثيلاتها ليكتشفن أن الحيرة مشتركة وأن السؤال الواحد له ألف وجه يعتمد أحيانًا على الفكر والنظرة الحياتية لكل لامراة يستخدمن هؤلاء النساء الحدس الأنثوي كبوصلة في هذا التيه الفكري معتمدات على أن الصدق مع الذات هو أقصر الطرق للوصول إلى الحقيقة حتى لو ظلت تلك الحقيقة ناقصة أو بعيدة المنال وتظل الأسئلة لا إجابة لها.

صمت الأسئلة وضجيج الوجود

في كثير من الأحيان يكون السؤال هو الملاذ الأخير للمرأة حين تضيق بها السبل والأسئلة التي لا إجابة لها ليست عبثا بل هي محاولة لإثبات الوجود في عالم يحاول أحيانًا طمس الهوية كما أن الصمت الذي يعقب سؤالًا وجوديًا كبيرًا تطرحه امرأة هو صمت يضج بالمعاني فهو يدفع المستمع لإعادة النظر في معتقداته الراسخة وهؤلاء النساء يحولن القلق الوجودي إلى طاقة بناءة تدفع بالبشرية نحو الأمام.



الفلسفة الأنثوية وتحدي الواقع

إن الفكر الأنثوي بطبعه يميل إلى الكمال وحين نرى نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها، فإننا نرى محاولة لربط المادة بالروح والعقل بالعاطفة والأسئلة التي تتعلق بالعدل بالمساواة المطلقة وبالكرامة الإنسانية هي أسئلة كبرى لا يملك أحد إجابة نهائية عليها لكن طرحها المستمر هو ما يمنع الظلم من أن يصبح قانونًا طبيعيًا وتعد هؤلاء النساء هن حارسات القيم الكبرى التي تضيع في زحام المصالح المادية.

السؤال كفعل تحرر

التحرر الحقيقي يبدأ من العقل والقدرة على السؤال هي أولى خطوات هذا التحرر وتعد المرأة التي تتساءل هي امرأة حرة لأنها لم تعد تقبل أن يملى عليها ما يجب أن تفكر فيه . وفي مدونة المرأة تمثل الأسئلة الصعبة هي التي تكسر الأغلال غير المرئية التي تقيد النساء في المجتمعات وهي التي تفتح آفاقًا جديدة للأجيال القادمة وبفضل تلك التساؤلات تغيرت القوانين وتبدلت العادات وأصبحت المرأة اليوم شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل الفكر الإنساني.

بعض من اسئلة نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها

تتعدد الأسئلة التي تطرحها النساء لتتجاوز حدود المألوف فهي ليست مجرد استفسارات عابرة بل هي غوص في أعماق الوجود والقيم و تتساءل المرأة عن كنه العدالة في عالم تملؤه التناقضات وعن ميزان التضحية مقابل الذات وكيف يمكن للمشاعر أن تبني وطنًا أو تهدم كيانًا، إنها تفتش عن إجابات لأسئلة الصمت ولماذا تظل بعض الأحلام معلقة بين الواقع والمستحيل وهذه التساؤلات تعكس وعيًا حادًا ورغبة صادقة في فهم فلسفة الحياة ومكانتها في هذا الكون الفسيح بعيدًا عن القوالب الجاهزة.

هل تعد الحقيقة بعيدة؟

لا يجب أن ننظر إلى غياب الإجابة كخلل بل كدعوة لمزيد من البحث والحقيقة ليست هدفًا نصل إليه ونغلق الباب خلفنا بل هي أفق يتسع كلما اقتربنا منه النساء اللواتي يطرحن هذه الأسئلة العميقة يدركن تمامًا أن الجمال يكمن في الغموض وأن النفس البشرية أعمق من أن تحصر في بعض الإجابات حيث إنهن يعلمن أن نعيش الأسئلة بدلًا من أن نقضي حياتنا في مطاردة إجابات قد لا ترضي شغفنا حتى ولو كانت الإجابة بعيدة.


نساء يطرحن أسئلة لا إجابة لها يظلون دائمًا وقودًا للفكر وحافزًا للتأمل في هذا الكون الواسع المليء بالأسرار والجمال كما أن شجاعة المرأة في مواجهة المجهول بكلمة لماذا؟ هي التي تمنح الحياة معناها الحقيقي وتجعل من الوجود رحلة بحث دائمة لا تتوقف عند حدود المستحيل بل تتجاوزه نحو الخلود.


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق